سياسة دولية

إيلون ماسك يعلن تأسيس حزب أميركا وسط خلافات مع ترامب 2025

في خطوة غير مسبوقة تعكس طموحاته السياسية المتنامية، أعلن الملياردير الأمريكي إيلون ماسك عزمه تأسيس حزب سياسي ثالث في الولايات المتحدة، تحت مسمى “حزب أميركا”، ليخوض مواجهة مفتوحة مع هيمنة الحزبين الجمهوري والديمقراطي. هذا الإعلان جاء في وقتٍ يحتدم فيه الخلاف بين ماسك والرئيس  دونالد ترامب، رغم الدعم المالي الكبير الذي قدّمه ماسك لحملته في انتخابات 2024.


تصاعد الخلاف بين ماسك وترامب

أنفق ماسك نحو 288 مليون دولار دعمًا لحلفاء ترامب في الانتخابات الماضية، لكنه سرعان ما انقلب على الرئيس الجمهوري، خاصة بعد تمرير قانون ضريبي وهجرة ضخم وصفه ماسك بأنه “خيانة لتعهدات خفض الإنفاق الحكومي”.

وهاجم الملياردير أبرز الداعمين للقانون عبر منصته “إكس”، موجهًا انتقادات حادة للكونغرس، ومعلنًا دعم خصوم بعض الجمهوريين، ما أثار موجة من الجدل السياسي والإعلامي في واشنطن.


حزب ثالث.. حلم أم مغامرة سياسية؟

تاريخيًا، واجهت الأحزاب السياسية الثالثة في أمريكا صعوبات كبيرة في اختراق النظام، وكان أبرزها تجربة روس بيرو في انتخابات 1992، التي لم تثمر عن فوز فعلي رغم شعبيته. وفي ظل الاستقطاب السياسي الحاد، يرى مراقبون أن نجاح حزب جديد، حتى لو أسسه ماسك، سيكون محفوفًا بالتحديات القانونية والانتخابية واللوجستية.

ويشير استطلاع حديث لمؤسسة غالوب أن 58% من الأمريكيين يرغبون بحزب ثالث، إلا أن ترجمة هذه الرغبة إلى مكاسب فعلية في الانتخابات تبقى رهينة تعقيدات النظام.


هل تكفي الثروة لتغيير المشهد السياسي؟

يمتلك إيلون ماسك ثروة تقارب 400 مليار دولار، لكنه رغم ذلك واجه إخفاقات بارزة في محاولاته للتأثير السياسي، آخرها فشله في دعم مرشح قضائي محافظ بولاية ويسكونسن، رغم ضخ 20 مليون دولار في حملته.

ويرى خبراء أن وجود ماسك السياسي يثير استقطابًا حادًا، وقد ينعكس سلبًا على المرشحين الذين يدعمهم، لا سيما مع تراجع شعبيته في بعض الأوساط.


“حزب أميركا”.. تمثيل الوسط أم إحداث فوضى؟

رغم إعلان ماسك عن طموحه لتمثيل “80% من الأميركيين الوسطيين”، إلا أنه لم يطرح بعد برنامجًا سياسيًا واضحًا أو خطة عمل شاملة. ويرى محللون أن خطوته قد تكون محاولة لإرباك المشهد السياسي أكثر من كونها مبادرة جادة لبناء كيان بديل مستدام.

وتبقى التساؤلات قائمة: هل ينجح ماسك في بناء حزب جديد يغيّر قواعد اللعبة؟ أم أنه سيصطدم بجدران النظام السياسي الأمريكي الراسخة؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى