حماس تُبدي استعدادها لوقف إطلاق النار بشروط.. هل تقترب نهاية الحرب في غزة؟

حماس تبدي مرونة مشروطة لوقف الحرب
في تحول سياسي لافت، أعلنت حركة “حماس” اليوم (الأربعاء) عن استعدادها لقبول اتفاق وقف إطلاق النار مع إسرائيل، شريطة أن يتضمن الاتفاق إنهاء الحرب في غزة بشكل كامل ونهائي، وهو المطلب الذي تضعه الحركة على رأس أولوياتها في أي تسوية قادمة.
يأتي هذا الإعلان في ظل تصاعد الضغوط الدولية ومحاولة الولايات المتحدة، بقيادة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، فرض مقترح لهدنة لمدة 60 يومًا وافقت عليه إسرائيل مبدئيًا، على أن تبدأ مناقشاته الرسمية خلال مفاوضات مرتقبة في القاهرة بمشاركة وسطاء من مصر وقطر.
مفاوضات القاهرة: تفاصيل معقدة ومواقف متباينة
أكد طاهر النونو، أحد مسؤولي حماس، أن الحركة مستعدة للوصول إلى اتفاق، لكن بشرط ضمان نهاية دائمة للحرب، وهو ما تعارضه إسرائيل التي ترفض الالتزام بوقف دائم لإطلاق النار في هذه المرحلة.
وتجري المحادثات في القاهرة وسط تباين كبير في الشروط بين الطرفين، حيث يقترح الجانب الأميركي:
- انسحابًا إسرائيليًا جزئيًا من غزة
- زيادة حجم المساعدات الإنسانية
- استمرار المفاوضات حول التهدئة النهائية بضمانات دولية
لكن إسرائيل ما زالت تطالب بـ:
- نزع سلاح حماس
- استسلام كامل للحركة
- نفي قادة الصف الأول
بينما تشترط حماس:
- وقفًا دائمًا لإطلاق النار
- انسحابًا كاملاً من غزة
- إطلاق سراح الرهائن مقابل هدنة شاملة
ضغوط أميركية وتحذيرات من ترامب
يواصل الرئيس ترامب الضغط على الطرفين، حيث كتب عبر منصاته أنه “لن تتحسن الأوضاع، بل ستسوء” إذا رفضت حماس الاقتراح الأميركي، في إشارة إلى تسريع العمليات العسكرية حال فشل المحادثات.
ومن المنتظر أن يستقبل ترامب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في البيت الأبيض قريبًا، ما قد يمهد لخطوات جديدة في المشهد السياسي.
أزمة إنسانية خانقة في غزة
تستمر الحرب، التي بدأت في 7 أكتوبر 2023، في تمزيق النسيج الاجتماعي والسكاني لقطاع غزة. إذ نزح نحو 90% من سكان القطاع البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة، وتحولت المدن إلى أنقاض نتيجة القصف المستمر.
- انهيار المنظومة الصحية: توقفت وحدات غسيل الكلى في مستشفى الشفاء.
- انعدام الأمن الغذائي: مؤشرات على مجاعة وشيكة تهدد مئات الآلاف.
- عدد الضحايا يتجاوز 56 ألف قتيل، معظمهم من النساء والأطفال، وفقًا لوزارة الصحة في غزة.
هل تنجح المفاوضات في إنهاء الصراع؟
رغم التحركات الدولية المكثفة، لا تزال الخلافات الجوهرية تحول دون الوصول إلى هدنة حقيقية. ويُطرح سؤال جوهري على الساحة السياسية والإعلامية:
هل يمكن للضغوط الدولية والوساطة الإقليمية كسر الجمود الحالي؟
أم أن تمسك كل طرف بشروطه سيُبقي الصراع مفتوحًا ويُفاقم الكارثة الإنسانية في غزة؟