إثيوبيا تعلن اكتمال سد النهضة وتستعد لتدشينه في سبتمبر.. ورسالة مباشرة إلى مصر والسودان

أعلن رئيس الوزراء الإثيوبي آبيي أحمد، اليوم الخميس، أمام البرلمان الإثيوبي اكتمال العمل في مشروع سد النهضة الضخم على نهر النيل، مؤكدًا أن بلاده تستعد لتنظيم حفل تدشين رسمي في سبتمبر المقبل، في محطة تُعد “تاريخية” على حد تعبيره.

ويقع السد في منطقة شمال غرب إثيوبيا، على بعد 30 كيلومترًا فقط من الحدود السودانية، وبتكلفة تجاوزت 4.2 مليارات دولار، ليكون أكبر سد كهرومائي في إفريقيا.

قدرة ضخمة وتأكيدات بعدم التهديد

وأوضح آبيي أحمد أن العمل بات منجزًا بالكامل، وأن السد بات قادرًا على توليد أكثر من 5000 ميغاوات من الكهرباء، أي أكثر من ضعف الإنتاج الحالي للبلاد. وتبلغ السعة التخزينية للسد نحو 74 مليار متر مكعب من المياه.

ووجّه رئيس الوزراء الإثيوبي رسالة تهدئة مباشرة إلى مصر والسودان، مؤكدًا أن السد لا يمثل تهديدًا لدولتي المصب، بل “فرصة مشتركة” لتعاون وتنمية شعوب دول حوض النيل.

اعتراضات مصرية وسودانية سابقة

وكانت مصر والسودان قد أعربتا في مناسبات عديدة عن اعتراضهما الحاد على مشروع السد، بسبب مخاوف تتعلق بتأثيره على حصة البلدين من مياه النيل، كما طالبتا مرارًا بوقف عمليات ملء الخزان إلى حين التوصل إلى اتفاق قانوني شامل يضمن آليات التشغيل والإدارة العادلة للسد.

ورغم بدء توليد الكهرباء جزئيًا من السد منذ فبراير 2022، فإن التوترات حول المشروع بقيت قائمة دون التوصل إلى اتفاق نهائي بين الدول الثلاث، رغم الوساطات الدولية.

دعوة لحفل التدشين: إثيوبيا تفتح الباب للمشاركة

دعا آبيي أحمد في كلمته أمام البرلمان كافة الحكومات وشعبي مصر والسودان للمشاركة في الاحتفال المنتظر بتدشين سد النهضة في سبتمبر المقبل، واصفًا هذه المناسبة بأنها تمثل محطة فارقة في مسيرة التنمية والتكامل الإقليمي.

وتأتي هذه الدعوة ضمن محاولة إثيوبيا إعادة طرح السد كمنصة للتعاون بدلًا من النزاع، داعيةً إلى تجاوز الخلافات السياسية والتركيز على فرص التنمية المستدامة المشتركة في المنطقة.