منوعات

ثورة طبية في الأفق: اختبار بول بسيط مدعوم بالذكاء الاصطناعي يكشف سرطان البروستاتا في مراحله المبكرة

في خطوة قد تُحدث تحولًا جذريًا في تشخيص سرطان البروستاتا، توصل فريق بحثي من معهد كارولينسكا في السويد إلى إمكانية اكتشاف المرض في مراحله المبكرة من خلال تحليل بسيط للبول باستخدام الذكاء الاصطناعي، ما يعزز الآمال في تحسين فرص الشفاء وتقليل الإجراءات الطبية غير الضرورية.


سرطان البروستاتا: مرض شائع قابل للعلاج عند الاكتشاف المبكر

يُعد سرطان البروستاتا من أكثر أنواع السرطان شيوعًا بين الرجال، لكنه غالبًا ما يكون قابلًا للعلاج عند تشخيصه في مراحله المبكرة. ويُشكل غياب مؤشرات حيوية دقيقة للكشف المبكر تحديًا رئيسًا في التصدي لهذا المرض، وهو ما تسعى الدراسة الجديدة إلى تجاوزه.


الذكاء الاصطناعي في قلب التشخيص الجديد

اعتمد الباحثون على تحليل نشاط الحمض النووي الريبوزي المرسال (mRNA) في آلاف الخلايا السرطانية لتحديد مؤشرات حيوية دقيقة ترتبط بوجود المرض ودرجته. وتم اختبار هذه المؤشرات في عينات بول وأنسجة ودم من نحو 2000 مريض.

وأشار الباحث الرئيسي مارتن سميك إلى أن الدراسة أظهرت أن “تحليل البول يُمكن أن يكون أداة فعالة لتحديد سرطان البروستاتا بدقة عالية”.


تفوق على اختبار PSA التقليدي

أظهرت المؤشرات الحيوية الجديدة دقة تفوق اختبار PSA التقليدي، الذي يقيس مستوى مستضد البروستاتا النوعي في الدم. ورغم استخدامه على نطاق واسع، إلا أن اختبار PSA قد يعطي نتائج إيجابية كاذبة بسبب حالات غير سرطانية مثل التضخم أو الالتهاب.

الاختبار الجديد، باستخدام البول، قد يُقلل بشكل كبير من عدد الخزعات غير الضرورية ويُوفر خيارًا أكثر دقة وأمانًا.


خطط لتجارب سريرية واسعة النطاق

أكد الباحثون الحاجة إلى تجارب سريرية موسعة للتحقق من صحة النتائج وتقييم فعالية الاختبار في ظروف مختلفة. ومن المنتظر أن تُساهم هذه الخطوة في اعتماد الاختبار كأداة تشخيصية رسمية في المستقبل القريب.


آراء داعمة من المجتمع الطبي

أشاد عدد من الأطباء والخبراء العالميين بالاكتشاف، مؤكدين أنه يمثل تقدمًا نوعيًا في طب الأورام. وصرّح الدكتور ميلان شيث بأن “هذا النوع من الأبحاث يُظهر كيف يمكن للذكاء الاصطناعي أن يُحدث فرقًا حقيقيًا في رعاية المرضى”.

ومن جانبه، أشار الدكتور رامكيشين نارايانان إلى أن البول يُعتبر وسطًا مثاليًا لاكتشاف المؤشرات الحيوية لسرطان البروستاتا، نظرًا لقربه من موضع المرض.


التحديات المستقبلية: التكلفة والاعتماد العالمي

ورغم النتائج الواعدة، أشار الخبراء إلى أن التحليل الجيني المكاني لا يزال مرتفع التكلفة، مما قد يتطلب جهودًا تعاونية دولية مثل برنامج أطلس جينوم السرطان لتوفير الفائدة العامة على نطاق واسع.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى