محليات

«هاف مون».. وجهة «التطعيس» الخليجية تبحث عن طوق نجاة من العشوائية

«هاف-مون».-وجهة-«التطعيس»-الخليجية-تبحث-عن-طوق-نجاة-من-العشوائية

تحوّلت الكثبان الرملية في شاطئ الهاف مون بالمنطقة الشرقية إلى ساحة مفتوحة تجذب آلاف الشباب وعشّاق المغامرة من المملكة ودول الخليج، وسط مطالبات متزايدة بتحويل هذه الممارسات العشوائية إلى رياضة رسمية منظَّمة.

وكشف استطلاع ميداني أجرته اليوم عن إجماع واسع بين الهواة على ضرورة تدخل الجهات المعنية لتبني هذه الهواية ووضع أطر قانونية وتنظيمية تضمن سلامة الممارسين والجماهير على حد سواء.

ويؤكد المشاركون أن غياب التنظيم الرسمي يحوّل “التطعيس” من متعة ترويحية إلى ساحة محفوفة بالمخاطر، حيث تغيب المسارات المحددة وتزداد احتمالية تصادم المركبات الصاعدة والنازلة من الطعوس.

خطر على المشاركين

وفي هذا السياق، شدد الزائر صالح الحربي، القادم من مملكة البحرين، على أن السلامة يجب أن تكون الأولوية القصوى، مشيرًا إلى أن العشوائية الحالية تشكّل خطرًا حقيقيًا على المتسابقين والجمهور المتواجد في الموقع.

وقال: أنا من محبي هذه الهواية وأتيت إلى شاطئ الهاف مون للالتقاء بهواة التطعيس بعد أن شاهدت مقاطع لهذه الهواية في برامج التواصل الاجتماعي، وأتمنى أن يكون هناك تنظيم أفضل تحت مظلة رسمية، لتكون هذه الهواية رياضة رسمية تحمل الطابع التنظيمي والرياضي والبيئة الآمنة التي لا تسبب أي مشاكل للحضور أو المتسابقين، لأن أهم شيء في هذه الرياضة هو السلامة، فهناك خطر كبير لو صعد أحد المشاركين وكان هناك آخر نازل من الطعس، فستكون هناك مشكلة كبيرة وخطر على المتفرجين أيضاً.

ويرى هواة هذه الرياضة أن التقنين الرسمي سيحفّز السياحة والاستثمار، مستشهدين بنماذج إقليمية ناجحة كما هو الحال في دولة الإمارات العربية المتحدة التي حولت التطعيس إلى منصة تنافسية جاذبة.

من جهته، أشار سعيد البحري، من سلطنة عمان، إلى أن هذه الهواية تعد متنفسًا مهمًا لتفريغ طاقات الشباب بعيدًا عن الطرقات العامة، داعيًا لرصد جوائز ومردود معنوي يليق بحجم الإنفاق الذي يتكبده الشباب.

وقال: إن هواية التطعيس هواية جميلة، خصوصًا أن المشاركة فيها تكون خارج المدينة بعيدًا عن الشوارع وأي أضرار قد تحدث للغير، فهي هواية فيها ترويح للنفس، وتجمع العديد من الأشخاص وتتيح لهم تفريغ طاقتهم في الطعس بعيدًا عن الطرقات.

وتابع: أتمنى أن يكون هناك تنظيم بسيط لهذه الفعالية، وأن تكون هناك جوائز للمشاركين وأن تصبح رياضة معترفًا بها، لأن هناك فئة كبيرة تعدّل على سياراتها وتصرف مبالغ كبيرة من أجل التطعيس، لذلك من الجميل أن يكون هناك مردود مالي أو معنوي، وكونها رياضة ستكون انطلاقة لتطوير هذه الرياضة مثل ما هو معمول به في دولة الإمارات العربية المتحدة.

دعم المتسابقين

وطالب عبدالله الزهراني، أحد المهتمين بالهواية، بمعاملة “التطعيس” أسوة برياضات الرالي المعترف بها، لضمان وجود حافز حقيقي يدعم المتسابقين ويبرر التكاليف العالية لتجهيز مركباتهم.

وقال: إن هواية التطعيس تعني لي الكثير، فأنا استمتعت معها وأشاهد التحديات بحب وشغف، وأرى العديد من الأشخاص يدفعون مبالغ كبيرة من أجل التعديل وتزويد قوة السيارة، مثل برمجة المحرك وتركيب الهدرز وإعادة البرمجة وتركيب المساعدات والعجلات الخاصة، والعديد من الأشياء التي تمكن السيارة من الصعود للطعس.

وتابع: أتمنى أن يتم معاملة هواية التطعيس كرياضة معترف بها مثل ما هو معمول به في رياضة الرالي، ليكون هناك حافز للمشاركة ودعم المتسابقين.

ولم تقتصر المطالبات على الجانب المادي، بل امتدت لتشمل الجانب الفني والهندسي للموقع، حيث دعا خالد العباد إلى تخطيط مسارات إجبارية تمنع التداخل العكسي بين السيارات وتحد من الحوادث القاتلة.

وقال: إن هواية التطعيس هواية جميلة وممتعة، وأنا أحرص على المشاركة فيها، وأصبح أبنائي الآن من المشاركين لما فيها من متعة، وهذا لا يمنع أن يكون هناك خطورة في الهواية، فكل شيء في الحياة له جانب آمن وجانب خطر، لذلك أتمنى أن تكون هواية التطعيس رياضة معترفًا بها، وأن تكون هناك قوانين خاصة ومسارات مهيّأة للتطعيس، لأن بعض الأشخاص قد يسلكون مسارًا مخالفًا لاتجاه السيارات، وهنا تكمن الخطورة.

وتوارثت الأجيال في المنطقة حب القيادة الصحراوية، حيث يحرص الآباء، مثل المقيم محمود عبيد الذي تعلم القيادة في جبال لبنان، على نقل هذه المهارات لأبنائهم، مطالبين ببيئة آمنة تحتضن هذه المواهب الناشئة.

مطالبات بالتنظيم

وقال: لقد دربت ابني على هذه الهواية، فهي هواية لها متعتها رغم خطورتها، ولكن يجب على كل شخص أن يضع هوايته أمامه ويستمر في ممارستها حتى يتقنها، وأتمنى أن يكون هناك تنظيم لهذه الهواية، لأن هناك الآن جهودًا فردية من الشباب لتنظيمها، لكن نحتاج إلى مزيد من تدخل الجهات الرسمية لجعل هواية التطعيس رياضة رسمية فيها جوائز وتنظيم وأمان أكثر.

وقال أحمد محمد، مقيم في السعودية: إن هواية التطعيس هواية ممتعة، وأنا أحرص على التواجد كل يوم جمعة لمشاهدة التحديات والاستعراضات، وأتمنى أن يكون هناك تنظيم لهذه الفعاليات وأن تكون رياضة رسمية ومسابقات وجوائز تزيد من المتعة للمتسابقين والجماهير.

ويبرز في الميدان سائقون صغار، مثل الطفل داوود عبيد (10 سنوات)، الذي يطمح لتحويل هوايته التي بدأها في سن الثامنة إلى مسيرة احترافية تحصد الجوائز والألقاب في المحافل الرسمية.

وقال: أنا من محبي هواية التطعيس، وتعلمت القيادة الصحراوية من والدي وأنا في عمر 8 سنوات، وهذه هواية جميلة أستمتع بها، وأتمنى أن ترتفع مهاراتي في القيادة وأصبح مثل والدي، وأن أحصد جوائز كثيرة من هذه الرياضة.

صحيفة عكاظ اليوم ، موقع إخباري شامل يهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري بما يليق بقواعد وقيم الأسرة السعودية، لذلك نقدم لكم مجموعة كبيرة من الأخبار المتنوعة داخل الأقسام التالية، الأخبار العالمية و المحلية، الاقتصاد، تكنولوجيا ، فن، أخبار الرياضة، منوعات و سياحة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى