سياسة دولية

انتقادات ألمانية غير مسبوقة لإسرائيل: ميرتس يقود تحولًا في موقف برلين من حرب غزة

تشهد ألمانيا تحولًا جذريًا في موقفها التقليدي من إسرائيل، وسط تصاعد الانتقادات العلنية من قادة بارزين تجاه العمليات العسكرية الإسرائيلية في قطاع غزة، ما يعكس تغيرًا واسعًا في الرأي العام الألماني وتحولًا ملحوظًا في خطاب النخبة السياسية.


ميرتس: “الغارات الإسرائيلية لم تعد مبررة ولا مفهومة”

في خطوة غير مسبوقة، وجّه المستشار الألماني فريدريش ميرتس، خلال مؤتمر صحفي في فنلندا اليوم الثلاثاء، أشد انتقاد علني لإسرائيل منذ اندلاع الحرب الأخيرة على غزة، مؤكدًا أن “الضربات الجوية المكثفة من قبل الإسرائيليين لم تعد منطقية ولا تخدم هدف مواجهة حماس”.

تصريح ميرتس شكّل صدمة في الأوساط السياسية والإعلامية، نظرًا لتاريخه الداعم لإسرائيل، واحتفاظه بصورة لشاطئ زيكيم في مكتبه، الذي كان أحد مسارح هجوم حماس عام 2023.


تحول في الخطاب السياسي الألماني: من “الالتزام التاريخي” إلى “المحاسبة”

لم يقتصر النقد على ميرتس وحده، فقد انضم إليه وزير الخارجية يوهان فاديفول، كما دعت شخصيات في الحزب الاشتراكي الديمقراطي إلى وقف صادرات الأسلحة لإسرائيل، محذرين من خطر التورط الألماني في جرائم حرب.

هذا التحول يضع سياسة ألمانيا التقليدية القائمة على “الالتزام الأخلاقي” تجاه إسرائيل موضع تساؤل، خاصة بعد تصريحات فيليكس كلاين، مفوض مكافحة معاداة السامية، الذي قال:


“دعم ألمانيا لإسرائيل بعد الهولوكوست لا يمكن أن يبرر كل ما تقوم به الحكومة الإسرائيلية.”


استطلاعات الرأي: الرأي العام الألماني يبتعد عن إسرائيل

كشفت مؤسسة “سيفي” أن 51% من الألمان يعارضون تصدير الأسلحة إلى إسرائيل، في حين أظهر استطلاع آخر لمؤسسة بيرتلسمان في مايو 2025 أن:

  • 36% فقط من الألمان ينظرون إلى إسرائيل بإيجابية
  • 38% لديهم رأي سلبي تجاه إسرائيل
  • بينما يرى 64% من الإسرائيليين أن ألمانيا ما تزال ملتزمة بدعمهم
  • و25% فقط من الألمان يقرون بمسؤولية خاصة تجاه إسرائيل

وتمثل هذه الأرقام تراجعًا ملحوظًا عن عام 2021، عندما كان 46% من الألمان ينظرون إلى إسرائيل بإيجابية.


موقف غربي أكثر تشددًا تجاه تل أبيب

تصريحات ميرتس تتزامن مع مراجعة الاتحاد الأوروبي لسياسته تجاه إسرائيل، وتهديدات من بريطانيا وفرنسا وكندا باتخاذ “إجراءات ملموسة” في حال استمرار التصعيد الإسرائيلي.

وفي هذا السياق، صرّح السفير الإسرائيلي في برلين رون بروسور قائلاً:


“نأخذ انتقادات ميرتس على محمل الجد، لأنه صديق لإسرائيل.”


فشل تبريرات الحرب وسط مخاوف من مجاعة في غزة

مع تصاعد الغارات واستمرار الحرب، يزداد القلق الدولي من كارثة إنسانية تهدد مليوني فلسطيني في غزة، وسط تحذيرات من مجاعة وشيكة ونقص في الإمدادات الطبية والإنسانية.

ويبقى السؤال مفتوحًا:


هل يعيد الساسة الألمان تشكيل علاقتهم مع إسرائيل بما يتوافق مع مبادئ العدالة وحقوق الإنسان؟ أم سيظلون أسرى إرث الحرب العالمية الثانية؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى