سياسة دولية

خامنئي ينتقد المقترح الأمريكي بشأن النووي الإيراني.. فهل نحن على أعتاب اتفاق جديد؟

في موقف يعكس تعقيدات الملف النووي الإيراني، وجّه المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية علي خامنئي انتقادات حادة للمقترح الأمريكي الأخير ضمن مفاوضات البرنامج النووي الإيراني، واصفًا إياه بأنه “ضد فكرة نستطيع بنسبة 100%”. ورغم النبرة التصعيدية، أبقى خامنئي الباب مواربًا أمام إمكانية التوصل إلى اتفاق دبلوماسي مع واشنطن، وهو ما يُظهر حجم التوازن الصعب الذي تسير عليه الدبلوماسية الإيرانية وسط ضغط العقوبات وتحديات السيادة النووية.


الملف النووي الإيراني.. خمس جولات تفاوض بلا نتائج واضحة

تأتي تصريحات خامنئي في خضم خمس جولات تفاوضية بين إيران والولايات المتحدة، لم تؤدِ حتى الآن إلى اتفاق نهائي. وتُركّز المفاوضات على الحق الإيراني في تخصيب اليورانيوم، والذي تُعدّه طهران مسألة غير قابلة للتفاوض، في مقابل مطالب أمريكية ودولية بتقييد هذه الأنشطة النووية مقابل رفع بعض العقوبات الاقتصادية.

وأكد خامنئي في حديثه أن امتلاك طهران لمحطات طاقة نووية دون امتلاكها تقنيات التخصيب يُفقدها السيادة، قائلاً:

“إذا لم يكن لدينا تخصيب، فعلينا أن نمد أيدينا إلى الولايات المتحدة”.


اقتراح كونسورتيوم للتخصيب المشترك.. هل هو حل أم فخ؟

كشف تقرير نشره موقع أكسيوس الأمريكي، وأكده لاحقًا مسؤول أمريكي، أن واشنطن قدمت مقترحًا يتضمن إنشاء كونسورتيوم نووي مشترك لتخصيب اليورانيوم، يكون لصالح إيران ودول مجاورة، مع إمكانية السماح لطهران بتخصيب اليورانيوم بنسبة لا تتجاوز 3% لفترة محددة.

لكن لم تتضح بعد تفاصيل هذا العرض، ما يثير تساؤلات عن مدى استعداد إيران للتخلي عن برنامجها النووي المحلي، مقابل رفع بعض العقوبات. وفي هذا السياق، يرى مراقبون أن فكرة الكونسورتيوم قد تكون أداة دبلوماسية للتهدئة المؤقتة، لكنها لا تحل الخلافات الجوهرية بين الطرفين.


تصاعد التوترات الإقليمية.. والاتفاق النووي في مفترق طرق

مع تزايد الاضطرابات في الشرق الأوسط، خصوصًا في ظل الصراع المستمر بين إسرائيل وحماس في غزة، فإن الفشل في التوصل إلى اتفاق مع طهران قد يُسرّع من احتمالات التصعيد العسكري، سواء عبر ضربات جوية تستهدف منشآت نووية أو عبر تصعيد اقتصادي إضافي يؤدي إلى انهيار الاقتصاد الإيراني.

ويرى مراقبون أن أي فشل تفاوضي قد يدفع طهران إلى وقف التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وربما الاندفاع نحو امتلاك سلاح نووي، ما يهدد بانهيار منظومة الأمن الإقليمي والدولي.


هل نحن أمام مفترق استقرار أم تصعيد؟

تظل الأسئلة مفتوحة:

  • هل يقود هذا الحوار المتقطع إلى إعادة ضبط العلاقة الأمريكية–الإيرانية؟
  • وهل يمكن أن يكون المقترح الأمريكي بداية لاتفاق جديد ينزع فتيل التوتر؟
  • أم أن المشهد يتجه نحو مزيد من المواجهة؟

الإجابات ستعتمد على مدى قدرة الطرفين على تجاوز الحسابات السياسية الداخلية لصالح حلول واقعية تحفظ الأمن وتقلل من مخاطر المواجهة الشاملة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى