منوعات

علماء فلك يشككون في “أقرب دليل على وجود حياة خارج الأرض”

علماء فلك

بداية الاكتشاف: علامات حيوية محيرة

في أبريل الماضي، أثار فريق بحثي أمريكي-بريطاني ضجة كبيرة في المجتمع العلمي، بعد أن أعلن عن اكتشاف مركّبات كيميائية في الغلاف الجوي للكوكب الخارجي “كاي 2-18 بي”، الواقع على بُعد 124 سنة ضوئية من الأرض، تُعتبر منذ عقود “علامات حيوية” على وجود حياة.

ووفقاً للبحث، الذي نُشر بقيادة عالم الفيزياء الفلكية نيكو مادوسودان من جامعة كامبريدج، فقد تم رصد مركبَي كبريتيد ثنائي الميثيل (DMS) وثنائي كبريتيد ثنائي الميثيل (DMDS)، اللذَين يُنتجان على الأرض فقط بواسطة الكائنات الحية، وتحديدًا العوالق النباتية.

شكوك علمية وتحديات جديدة

غير أن هذه النتائج واجهت موجة من الشكوك العلمية، إذ أوضح عدد من علماء الفلك ضرورة التريث قبل الجزم بأي استنتاجات تتعلق بوجود حياة خارج كوكب الأرض.

وكان من بين المشككين لويس ويلبانكس من جامعة ولاية أريزونا وماثيو نيكسون من جامعة ميريلاند، وهما طالبان سابقان في فريق مادوسودان، حيث أكدا على ضرورة إجراء المزيد من عمليات المراقبة الدقيقة، وعدم استبعاد أن تكون المركبات الكيميائية المُكتشفة ناتجة عن مصادر أخرى غير بيولوجية.

دراسة جامعة شيكاغو: لا أدلة إحصائية كافية

وأعادت جامعة شيكاغو تحليل بيانات تلسكوب جيمس ويب باستخدام مراقبة الأشعة تحت الحمراء القريبة والمتوسطة، لكنها لم تعثر على أي دلالة إحصائية تؤكد وجود DMS أو DMDS في الغلاف الجوي للكوكب، مما يُضعف الفرضية الأصلية.

جامعة أكسفورد: لا “بصمات حيوية” مؤكدة

في السياق ذاته، لم يتمكن عالم الفيزياء الفلكية في جامعة أكسفورد جايك تايلور من التوصل إلى أدلة واضحة باستخدام اختبارات إحصائية أساسية، حيث لم يجد أي “بصمات حيوية” تُثبت وجود المركبات البيولوجية المزعومة.

الحاجة إلى المزيد من البيانات

يُجمع العلماء على أهمية الحذر العلمي قبل تأكيد وجود حياة خارج الأرض، مؤكدين أن الغلاف الجوي للكواكب الخارجية لا يزال بحاجة إلى مراقبة متواصلة وتقييم شامل باستخدام أدوات أكثر دقة وتطورًا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى