سياسة دولية

حرائق الغابات تهدد صيف أوروبا مجددًا: تغيّر المناخ يفاقم الكارثة والمفوضية الأوروبية تتحرك

مع دخول فصل الصيف وارتفاع درجات الحرارة بشكل غير مسبوق، بدأت دول الاتحاد الأوروبي رفع درجة استعدادها لمواجهة حرائق الغابات، في ظل تصاعد المخاوف من مواسم نيران أكثر تدميرًا، نتيجة التغير المناخي وتداعياته المتزايدة.

ووفق تقرير صادر عن ديوان المحاسبة الأوروبي ونشرته وكالة الأنباء الألمانية، تغطي الغابات والأراضي الحرجية نحو 39% من أراضي الاتحاد الأوروبي، فيما تتعرض نحو 2% منها، ما يعادل 320 ألف هكتار تقريبًا، لحرائق سنوية مدمرة.


أرقام صادمة: ثلاثة أضعاف خلال أقل من 20 عامًا

تكشف البيانات أن عدد حرائق الغابات الكبيرة — التي تؤثر على مساحات تفوق 30 هكتارًا — قد تضاعف ثلاث مرات في الفترة من 2006 إلى 2024، ليصل متوسطها السنوي إلى نحو 1900 حريق، ما يشير إلى أزمة بيئية متصاعدة تتهدد الأنظمة البيئية والصحية.


حرائق تتغذى على المناخ وتتسبب به

تسلّط المؤسسات البيئية الضوء على العلاقة الدائرية الخطرة بين حرائق الغابات والتغير المناخي؛ فالحرائق تضخ مليارات الأطنان من ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي، ما يؤدي إلى تسريع الاحترار العالمي وزيادة فرص اندلاع حرائق أشد كثافة وتكرارًا، إلى جانب تأثيرات صحية واسعة على سكان المناطق المتضررة.


استجابة أوروبية… لكن هل تكفي؟

في محاولة للسيطرة على الوضع، أعلنت المفوضية الأوروبية في مايو الماضي حزمة من التدابير الوقائية، تضمنت:

  • نشر 650 رجل إطفاء.
  • تشغيل 22 طائرة و4 مروحيات.
  • تخصيص 3.5 مليارات يورو خلال الفترة من 2021 حتى 2027 لتعزيز جهود الوقاية والاستجابة.

مع ذلك، حذر ديوان المحاسبة الأوروبي من ضعف كفاءة استخدام الأموال، مشيرًا إلى نقص المعلومات المتعلقة بنتائج المشاريع الوقائية.


الذكاء الاصطناعي يدخل خط المواجهة

تعتمد دول مثل إسبانيا والبرتغال على تعزيز التنسيق المشترك واستخدام أنظمة الذكاء الاصطناعي، للمساعدة في الإنذار المبكر ووضع خطط فعّالة للوقاية ومكافحة الحرائق، وسط دعوات لمزيد من الابتكار والاستثمار في التكنولوجيا المناخية.


تهديد مستمر للأرواح والاقتصاد

لا تقتصر تأثيرات حرائق الغابات على البيئة فقط، بل تمتد إلى الاقتصاد والصحة العامة والسياحة والبنية التحتية. وفي ظل تسارع الظواهر المناخية المتطرفة، تبقى الحاجة ملحة لتكاتف الجهود الأوروبية والعالمية لمواجهة تحدٍ يتجاوز الحدود.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى