سياسة دولية

إسرائيل تواجه جدران إيران الجبلية: هل تكفي القنابل لشلّ برنامج فوردو النووي؟

إسرائيل

تحولت المواجهة بين إسرائيل وإيران إلى مأزق استراتيجي مع استهداف منشآت نووية وصاروخية إيرانية محصنة، أبرزها منشأة فوردو المدفونة تحت تضاريس صخرية. طبقًا لتقديرات الصحافة الغربية، فقد تواجه تل أبيب صعوبة في تنفيذ هجوم شامل يكون بعيد المدى ومستدامًا، وسط مخاطر من هجمات صاروخية مضادة ومواجهة داخلية على خطوط الإمداد والطواقم الجوية .

تحدّد الصحفية “الجارديان” أن استهداف مواقع محددة يعد نجاحًا تكتيكيًا، لكن الأهداف الاستراتيجية مثل “تغيير النظام” أو تعطيل كامل للبرنامج النووي تبدو بعيدة المنال .

قنابل أميركية ثقيلة…هل تكفي؟

حتى تُمكّن إسرائيل من اختراق التحصينات الجبلية المحيطة بفوردو، ستحتاج إلى قنابل ضخمة مثل الـ MOP الأميركية (GBU‑57/30 طنًا)، مع دعم لوجستي جوّي متقدم يشمل طائرات B‑2 وخزانات تزويد جوي ©.


تشير تقارير The Soufan Center إلى أن تنفيذ مثل هذه العملية يستدعي مئات الطلعات الجوية وأنظمة دعم، إضافة إلى قدرة نادرة على تقدير التحصينات المعقدة . ويطرح سؤال: هل ستنضم واشنطن فعلاً؟ وما تكلفة تورطها في مواجهة عسكرية مباشرة مع إيران؟

مخاطرة بفتح جبهات جديدة

أسفر التجاوب مع التقارير عن تحذيرات من أن ضرب فوردو بدون دعم أمريكي ينطوي على خطر تراجع إسرائيل إلى مواجهة طويلة، كما أن الرد الإيراني قد يستهدف القوات والقواعد الأميركية في المنطقة.


ظهر ذلك جليًّا في تحليل دانيال كورتزر وستيفن سايمون بمجلة Foreign Affairs، معتبرين أن الرد الإيراني قد يتصاعد بسرعة نحو “استهداف المدنيين الأميركيين”، وهو ما قد يدفع واشنطن للرد من منطلق حماية مواطنيها .

الدبلوماسية على المحك

على الصعيد الدبلوماسي، برزت تحذيرات من قادة أوروبيين مثل ماكرون، من أنّ الحل العسكري لن ينهي البرنامج النووي الإيراني أبدًا وقد يؤدي لتداعيات كارثية للمنطقة .


يبدو أن اللعبة الآن تنطوي على رهانات كبيرة: هل ينحني التصعيد نحو سلام مشروط؟ أم إلى حرب طويلة بأثمان ثقيلة؟

حدود القوة تكشف عن ضعف الاستراتيجية

يرى الخبراء أن التطبيق الجوي وحده ليس كافيًا لتحقيق الأهداف السياسية، كما تعلمت الدول العظمى سابقًا في العراق وأفغانستان .


أندرياس كرايغ من كينغز لندن وصف الهجوم بأنه عملية عملياتية تُستهلك فيها الاستراتيجية دون ضمان تحقيق إهداف عميقة .

دبلوماسية أم تصعيد؟

فرضت الولايات المتحدة مهلة من أسبوعين قبل اتخاذ قرار نهائي، في محاولة لوأد فرصة للتفاوض . وتلوح فرص دبلوماسية مركز|محادثات جنيف، لكن أي فشل في حسم الموقف ينذر بتصعيد خطير يؤدي إلى تكرار سيناريوهات الصراع الإقليمي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى