ترامب يتحدى الانتقادات: الغارات الأمريكية دمرت البرنامج النووي الإيراني بالكامل

في خطوة مثيرة للجدل، أكد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب خلال قمة حلف الناتو في هولندا أن الغارات الأمريكية الأخيرة “دمرت” البرنامج النووي الإيراني بالكامل. وجاءت هذه التصريحات رغم تقارير استخباراتية متحفظة، ما يطرح تساؤلات حول دقة الرواية الرسمية وأهدافها.

لماذا يروج ترامب لرواية التدمير الكامل؟

يرى مراقبون أن إصرار ترامب على الترويج لفكرة النجاح التام للغارات يأتي في إطار سعيه لتدعيم صورته كقائد قوي لا يخطئ. ووفقًا لشبكة “سي إن إن”، يخشى ترامب أن تؤدي أي معلومات تشكك في فعالية الغارات إلى إضعاف مكانته السياسية، خاصة في ظل رغبته بتجنب تصعيد عسكري قد يجر واشنطن إلى صراع طويل مع إيران.

تضارب الروايات.. استخبارات متحفظة وبيانات رسمية مطمئنة

تقرير أولي منخفض الثقة من وكالة الاستخبارات الدفاعية أشار إلى أن الغارات ربما لم تدمر المكونات الأساسية للبرنامج النووي الإيراني بالكامل، وأدت فقط إلى تأخيره بضعة أشهر. في المقابل، استشهد البيت الأبيض بتقييمات إسرائيلية وتصريحات من مدير الـCIA تؤكد أن البرنامج تعرض لأضرار بالغة، لكنها لا تصل إلى حد التدمير الشامل الذي يروج له ترامب.

هل يواجه ترامب مأزقًا عسكريًا ودبلوماسيًا؟

تجنُّب التصعيد العسكري مع إيران هدف معلن لإدارة ترامب، إلا أن استمرار قدرات إيران النووية يضع الرئيس أمام خيارات صعبة: شن هجمات إضافية قد تؤدي لحرب طويلة، أو قبول واقع قد يظهره بموقف ضعيف أمام مؤيديه. ومع تأجيل إحاطات الكونغرس وتأخير إبلاغ بعض قادة الحزبين، زادت الشكوك حول شفافية الإدارة.

الدبلوماسية في مهب الريح

في الوقت الذي تحدث فيه ترامب عن لقاءات مرتقبة بين المفاوضين الأمريكيين والإيرانيين، فإن الطموحات بالتوصل إلى “اتفاق سلام شامل” تصطدم بواقع أكثر تعقيدًا، خاصة مع رفض طهران التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية. كل ذلك يجعل المشهد مفتوحًا على احتمالات متعددة، بين استمرار التوتر أو نجاح اختراق دبلوماسي غير متوقع.