عقوبات أمريكية جديدة على السودان بعد اتهامه باستخدام أسلحة كيميائية في الحرب الأهلية

دخلت العقوبات الأمريكية على حكومة السودان حيز التنفيذ رسميًا، بعد إعلان واشنطن عن استخدام الجيش السوداني أسلحة كيميائية خلال الحرب الأهلية المتواصلة في البلاد منذ عام 2023، وهو ما يُعد انتهاكًا صريحًا لاتفاقية حظر الأسلحة الكيميائية.
ووفقًا لإشعار نُشر في السجل الفدرالي الأميركي، فإن العقوبات الجديدة تشمل حظر الصادرات الأميركية، وتجميد صفقات الأسلحة والتمويل الموجه لحكومة الخرطوم، على أن تستمر لمدة عام على الأقل.
استثناءات إنسانية.. ووقف شامل للمساعدات
رغم شمول العقوبات لمجالات اقتصادية حيوية، أكدت الحكومة الأميركية أنها ستُبقي المساعدات الإنسانية العاجلة، والمواد الغذائية والمنتجات الزراعية خارج نطاق العقوبات، بهدف عدم التأثير على المدنيين السودانيين الذين يواجهون واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية عالميًا.
كما أوضحت الإدارة الأميركية أن بعض الإجراءات تم إعفاؤها جزئيًا “لضرورات تتعلق بالأمن القومي الأميركي”.
اتهامات باستخدام غاز الكلور.. والخرطوم تنفي
وجاءت هذه العقوبات في أعقاب تقرير استخباراتي نشرته صحيفة نيويورك تايمز في يناير، أشارت فيه إلى أن الجيش السوداني استخدم غاز الكلور مرتين على الأقل في مناطق نائية خلال معاركه ضد قوات الدعم السريع. ونقلت الصحيفة عن مسؤولين أميركيين أن الغاز المستخدم يسبب آلامًا حادة في الجهاز التنفسي وقد يؤدي إلى الوفاة.
وفي المقابل، نفت الحكومة السودانية هذه الاتهامات، ووصفتها بـ”الادعاءات الباطلة”.
العقوبات تضيف مزيدًا من التعقيد إلى مشهد الحرب
على الرغم من أن تأثير العقوبات سيكون محدودًا من الناحية العملية – نظرًا لأن قائدي طرفي النزاع (البرهان ودقلو) يخضعان مسبقًا لعقوبات أميركية – إلا أن هذه الخطوة تعكس تصعيدًا دبلوماسيًا واضحًا، وتضغط على حكومة السودان للامتثال للمعاهدات الدولية، خاصة في ظل انهيار أي جهود للتهدئة أو الحوار.
نزاع دموي يتواصل منذ أبريل 2023
وتشهد السودان حربًا مدمرة منذ منتصف أبريل 2023، بين الجيش السوداني بقيادة عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو، ما أدى إلى مقتل عشرات الآلاف، وتشريد 13 مليون شخص، بينهم 4 ملايين فرّوا إلى خارج البلاد، بحسب إحصاءات الأمم المتحدة.
وتصف المنظمة الدولية الوضع في السودان بأنه “أسوأ أزمة إنسانية في العالم”، وسط تحذيرات من مجاعة واسعة النطاق وانهيار تام للقطاع الصحي.
هل تشكّل العقوبات بداية لحل دبلوماسي؟
تبقى الأنظار متجهة نحو تأثير العقوبات الأمريكية على دفع الأطراف السودانية نحو طاولة المفاوضات، في وقت تتزايد فيه الدعوات الإقليمية والدولية لإنهاء الحرب والبدء في عملية سياسية شاملة.
تابعونا لمزيد من التغطيات والتحليلات حول تطورات الأزمة السودانية والعقوبات الدولية.