دراسة حديثة: زيت الزيتون البكر قد يرفع الكوليسترول لدى مرضى القلب

في تطور مفاجئ لتوصيات التغذية القلبية، حذّر الدكتور خالد النمر، استشاري أمراض القلب، من الإفراط في تناول زيت الزيتون البكر (EVOO)، استنادًا إلى دراسة حديثة نُشرت عام 2024 في مجلة جمعية القلب الأمريكية، أثارت تساؤلات جديدة حول الفوائد الصحية لهذا الزيت الشائع.

وأشار الدكتور النمر عبر تغريدة في منصة “إكس” إلى أن الدراسة المحكّمة توصلت إلى أن زيادة استهلاك زيت الزيتون البكر، خصوصًا في إطار نظام غذائي منخفض الدهون، قد يؤدي إلى رفع مستويات الكوليسترول والسكر في الدم، وهو ما قد يُبطئ تحسن مؤشرات الدهون لدى مرضى القلب.

من 5 مل إلى 20 مل: الكمية تصنع الفارق

سلطت الدراسة الضوء على عينة من المشاركين الذين رفعوا استهلاكهم اليومي من زيت الزيتون البكر من 5 مل إلى 20 مل، لتكشف النتائج عن بطء في تحسن مؤشرات الدهون الثلاثية والكوليسترول الجيد والضار، مقارنة بمن خفّضوا استهلاكهم أو حافظوا على معدلات معتدلة.

وأكد الدكتور النمر أن هذه النتائج تتماشى مع توصياته السابقة منذ أكثر من 12 عامًا، والتي شدد فيها على ضرورة الاعتدال في تناول الدهون حتى وإن كانت من مصادر طبيعية مثل زيت الزيتون.

أهمية البحث العلمي في تصحيح المفاهيم الغذائية

لفت الدكتور النمر إلى أن الاعتماد على المفاهيم الشائعة دون مرجعية علمية دقيقة قد يكون مضللًا، مشيرًا إلى أن زيت الزيتون البكر، رغم فوائده المعروفة، لا يصلح لجميع الفئات بنفس القدر، خاصة من لديهم عوامل خطر قلبية مرتفعة أو خلل في مستويات الدهون.

ودعا إلى ضرورة الرجوع إلى الأبحاث الطبية الموثوقة عند تقييم أي نظام غذائي، بدلًا من تبني النصائح العامة دون تكييفها حسب الحالة الصحية لكل فرد.

 هل يعيد الأطباء تقييم زيت الزيتون في الحميات القلبية؟

مع تزايد الأدلة العلمية التي تراجع بعض “الثوابت الغذائية”، يتوقع أن يعيد كثير من أطباء القلب وأخصائيي التغذية النظر في التوصيات المتعلقة باستخدام زيت الزيتون البكر، مع التركيز على التوازن والاعتدال، وتخصيص الحمية الغذائية وفقًا لحالة المريض الصحية وليس بناءً على موروثات أو عادات غذائية فقط.

يبقى السؤال المطروح:


هل أصبح زيت الزيتون بحاجة إلى مراجعة علمية جادة في ضوء المخاطر الخفية التي بدأت الدراسات تكشف عنها؟