قلة النوم ليست طبيعية بعد الخمسين: استشاري يحذر من المفاهيم الخاطئة ويكشف أخطر الاضطرابات الصامتة

حذّر الدكتور وائل يار، استشاري طب الأسرة وطب الوقائي واضطرابات النوم، من الاستهانة بأي تغير في نمط النوم أو انخفاض عدد ساعاته، مؤكدًا أن كل من ينام أقل من 7 ساعات أو أكثر من 9 ساعات يوميًا يجب عليه مراجعة مختص، مهما كان عمره.

وقال خلال لقائه في برنامج “MBC في أسبوع”، إن أحد أكثر المفاهيم الخاطئة شيوعًا هو الاعتقاد بأن الإنسان مع التقدم في العمر يحتاج إلى ساعات نوم أقل، موضحًا أن “ما يتغير فقط هو عمق النوم وليس عدد ساعاته”.

7 إلى 9 ساعات: القاعدة الذهبية للنوم عند البالغين

أكد الدكتور يار أن النوم الطبيعي للبالغين، سواء قبل أو بعد الخمسين، يجب أن يتراوح بين 7 و9 ساعات متواصلة، مضيفًا أن النوم لفترات أطول من 9 ساعات بشكل متكرر لا يعكس صحة جيدة، بل مؤشر لوجود اضطراب يحتاج إلى تشخيص دقيق.

وأشار إلى أن هناك علامات يجب عدم تجاهلها، مثل:

• النوم الطويل مع الشعور بالتعب
• الاستيقاظ المتكرر ليلًا
• اضطراب الساعة البيولوجية
• الاعتماد على مكملات وأدوية منومة

اضطرابات النوم قد تخفي أمراضًا خطيرة

أوضح الدكتور يار أن اضطرابات النوم الشائعة مثل تقطع النوم أو الشعور بعدم الراحة رغم عدد ساعات النوم الكافية، قد تكون نتيجة لحالات مرضية كامنة مثل:

• توقف التنفس أثناء النوم
• اضطرابات الإيقاع اليومي
• متلازمة الأرجل القلقة
• الاكتئاب أو القلق المزمن

وأضاف أن اللجوء العشوائي إلى الميلاتونين أو المغنيسيوم أو حتى أدوية الحساسية من أجل النوم، لا يُعد حلاً حقيقيًا، بل “مجرد تغطية مؤقتة لمشكلة غير مشخصة“.

نصائح ذهبية لنوم صحي

في ختام حديثه، قدم الدكتور وائل يار مجموعة من النصائح الهامة لتحسين جودة النوم:

• الالتزام بموعد نوم واستيقاظ منتظم
• عدم تجاوز فرق ساعتين بين مواعيد النوم في الأسبوع وعطلة نهاية الأسبوع
• تجنب المنبهات كالكافيين ومشروبات الطاقة قبل النوم بعشر ساعات
• الابتعاد عن الهواتف والشاشات قبل النوم بساعة على الأقل
• تهيئة بيئة نوم هادئة ومظلمة وباردة نسبيًا

النوم ليس رفاهية… بل أساس للحياة

اختتم الدكتور يار حديثه بتأكيد أن النوم الكافي ليس رفاهية، بل ضرورة فسيولوجية لصحة الجسد والعقل، مشددًا على أن “تحسين النوم قد يكون العامل الأهم في الوقاية من أمراض العصر، مثل أمراض القلب، والسكري، والقلق، وحتى الخرف“.

“إذا كنت تنام أقل مما يحتاجه جسدك… فأنت تراهن بصحتك دون أن تشعر”.

هل تعاني من اضطراب في النوم؟ لا تؤجل التشخيص، فقد تكون المشكلة أعمق مما تتوقع.