إسرائيل تهدد بعملية عسكرية “غير مسبوقة” في غزة إذا فشلت مفاوضات الرهائن

في تصعيد محتمل يعكس تعقيدات الوضع الميداني والسياسي، يستعد جيش الاحتلال الإسرائيلي لتنفيذ عملية عسكرية وُصفت بأنها الأضخم منذ بدء الحرب على قطاع غزة، في حال تعثّرت مفاوضات إطلاق سراح الرهائن خلال الأيام القليلة المقبلة، وفقًا لما كشفه موقع “واللا” العبري.
خمس فرق مناورة واستدعاء قوات احتياط
كشفت المصادر العبرية أن الجيش الإسرائيلي أعدّ خطة واسعة النطاق تشمل تحريك خمس فرق مناورة مكتملة القوى، إلى جانب تعبئة إضافية من قوات الاحتياط، ما يشير إلى نية جادة لتنفيذ ضربة عسكرية موسعة حال فشل الجهود الدبلوماسية.
وتتزامن هذه الخطط مع استعدادات لعقد اجتماع أمني رفيع المستوى بقيادة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، بمشاركة وزير الدفاع ورئيس الأركان وقادة الأجهزة الأمنية، وذلك لمناقشة الخيارات العسكرية وتحديث الجدول الزمني لتحركات القوات.
خلافات داخلية حول استمرار الحرب
ورغم إعلان الجيش عن “إنجازات كبيرة” تشمل تدمير أنفاق وقتل قيادات ميدانية والسيطرة على مناطق استراتيجية في القطاع، برز خلاف داخلي إسرائيلي بين من يدفعون نحو إنهاء الحرب ومن يطالبون بتصعيد واسع بهدف إحداث ضغط شعبي داخلي على حركة حماس عبر تنفيذ عمليات نقل جماعي للسكان.
ويرى مراقبون أن هذا الانقسام يعكس مأزقًا سياسيًا وعسكريًا، في ظل تزايد الضغوط الدولية والداخلية لإنهاء الحرب، مقابل إصرار بعض التيارات في الحكومة الإسرائيلية على حسم عسكري كامل.
تحديات ميدانية متوقعة
أشارت مصادر عسكرية إلى أن أي تحرك واسع النطاق داخل غزة سيعرّض القوات الإسرائيلية لخطر كبير، خاصة في المناطق المكتظة بالسكان والمليئة بالأنفاق، وهو ما قد يؤدي إلى ارتفاع ملحوظ في الخسائر البشرية.
في المقابل، تعتقد القيادة العسكرية أن الضغط الميداني قد يُحدث شرخًا داخل بنية قيادة حماس، ويؤدي إلى تصاعد الانتقادات من السكان تجاه الحركة، مما يُمكّن إسرائيل من تحقيق أهداف استراتيجية دون تنازلات سياسية.
تقييم مستمر واستدعاء احتياطي مشروط
أكد الجيش الإسرائيلي أن استدعاء قوات الاحتياط يتم بناءً على ضرورات ميدانية، مع الإقرار بأن هذا التحرك يؤثر على حياة الجنود وعائلاتهم بسبب الإشعار القصير وتعقيداته.
وأشار بيان للجيش إلى أن “التقييمات العملياتية تُجرى بشكل يومي لتحديد الخطوات التالية بناءً على تطورات الميدان والمفاوضات”.
المفاوضات في الميزان
تأتي هذه التحركات في وقت حساس تتواصل فيه مفاوضات غير مباشرة بين إسرائيل وحماس، بوساطة دولية، لإتمام صفقة تبادل تشمل وقف إطلاق النار وإعادة الرهائن، وسط مؤشرات متضاربة حول فرص نجاحها.
ورغم تلميحات إلى تقدم محتمل، إلا أن المواقف المتباعدة، خصوصًا إصرار حماس على إنهاء الحرب بالكامل مقابل إطلاق الرهائن، وتمسك إسرائيل بمطلب استسلام الحركة ونزع سلاحها، ما تزال تُعقّد فرص التوصل لاتفاق نهائي.