سباق العقول يشتعل: ميتا تستقطب باحثين من OpenAI وسط تصاعد المنافسة في الذكاء الاصطناعي

في خطوة جديدة تشعل المنافسة داخل وادي السيليكون، كشفت تقارير تقنية أن شركة “ميتا” (Meta) استقطبت أربعة باحثين إضافيين من شركة OpenAI، في إطار سباق متسارع للهيمنة على مستقبل الذكاء الاصطناعي. هذه التحركات تعكس بوضوح تصاعد وتيرة الصراع على المواهب، حيث باتت الكفاءات المتخصصة في النماذج اللغوية والذكاء الاصطناعي الهدف الأهم لكبرى الشركات التقنية.
أسماء لامعة تغادر OpenAI إلى ميتا
وفقًا لتقرير نشره موقع The Information، فإن الباحثين الأربعة المنضمين حديثًا إلى “ميتا” هم: شينغجيا زاو (Shengjia Zhao)، جياهوي يو (Jiahui Yu)، شوتشاو بي (Shuchao Bi)، وهونغيو رين (Hongyu Ren). وكان الباحث المعروف تراپيت بانسال (Trapit Bansal) قد سبقهم بالانضمام إلى ميتا قبل أيام.
هذه الموجة الجديدة من التوظيف تؤكد عزم ميتا على تعزيز قدراتها البحثية لتقليص الفجوة بينها وبين منافسيها في مجال الذكاء الاصطناعي، وفي مقدمتهم OpenAI.
هل أداء Llama 4 وراء هذه التعيينات؟
يُعتقد أن عمليات التوظيف المكثفة تأتي استجابة لملاحظات سلبية تلقاها نموذج الذكاء الاصطناعي “Llama 4″، الذي أطلقته ميتا في أبريل الماضي. رغم الآمال الكبيرة التي عُقدت عليه، فإن النموذج لم يرتقِ إلى تطلعات المدير التنفيذي مارك زوكربيرغ، ما دفع بالشركة إلى تسريع استقطاب العقول البحثية لتعزيز الجيل القادم من نماذجها.
حرب تصريحات بين ميتا وOpenAI
التحركات الأخيرة لم تمر مرور الكرام، حيث صرّح سام ألتمان، المدير التنفيذي لـ OpenAI، بأن “ميتا عرضت مكافآت توقيع تصل إلى 100 مليون دولار لاستقطاب الباحثين”، مضيفًا أن “أفضل باحثينا لم يغادروا حتى الآن.”
من جانبها، حاولت ميتا التقليل من وقع هذه التصريحات، حيث أكد أندرو بوسورث، كبير مسؤولي التكنولوجيا بالشركة، أن “الرواتب المغرية ليست كل شيء، بل إن الشروط المصاحبة لها معقدة وتتجاوز مجرد المكافأة المالية.”
صراع تقني محتدم على مستقبل الذكاء الاصطناعي
هذا التنافس على الكفاءات يبرز واقعًا جديدًا في صناعة التكنولوجيا: الباحثون والخبراء أصبحوا العملة الأهم في سباق الريادة. ومع اعتماد العديد من الصناعات على تقنيات الذكاء الاصطناعي، تتنافس الشركات بشدة لجذب أفضل العقول البحثية لضمان تميز منتجاتها وقدرتها على الابتكار.
ميتا، التي راهنت على مستقبل الذكاء الاصطناعي المفتوح، تدرك جيدًا أن استثماراتها في هذا القطاع لن تُؤتي ثمارها دون مواهب قادرة على تحويل الرؤية إلى واقع ملموس.