خبير جيولوجي: الفرق بين العاصفة الرملية والغبارية ليس شكليًا.. بل مسألة صحية وبيئية خطيرة

مع دخول فصل الصيف وازدياد النشاط الريحي في مناطق المملكة، تعود الظواهر الجوية الصحراوية مثل العواصف الرملية والغبارية إلى الواجهة، وسط تحديات بيئية وصحية متزايدة. وفي هذا السياق، كشف الخبير الجيولوجي نواف صلبي الشمري عن الفروقات الدقيقة والمهمة بين النوعين، مؤكدًا أن إدراكها يتجاوز التعريفات الأكاديمية ليصل إلى صلب السلامة المجتمعية والبيئية.
العواصف بين “العجاج” و”الغبرة”: تشابه في الشكل.. اختلاف في المصدر والتأثير
قال الشمري في حديثه لـ”سبق” إن المسميات المتداولة شعبيًا مثل “العجاج”، “العج”، “الكتام”، و”الغبرة” تُستخدم في وصف ظواهر متشابهة ظاهريًا لكنها مختلفة في المصدر والتركيب وطريقة الانتقال. وأضاف أن هذا الاختلاف الجوهري له أثر كبير على نطاق التأثير الصحي والبيئي للعاصفة.
لماذا تنشط العواصف في الصيف؟ عاملان يفسران الظاهرة
أوضح الشمري أن نشاط العواصف في بداية الصيف يعود إلى عاملين رئيسيين:
- تراكم تربة هشّة بعد موسم الأمطار الشتوي
- الجفاف الشديد الذي يضرب المنطقة لاحقًا، مما يجعل الجزيئات الترابية سهلة الانفصال مع الرياح القوية
العاصفة الرملية: زحف ثقيل على الأرض
تتكوّن العاصفة الرملية من حبيبات رملية كبيرة نسبيًا، يتراوح قطرها بين 0.06 ملم إلى 2 ملم، وتتحرك على شكل زحف أو قفزات منخفضة فوق سطح الأرض. تبدأ هذه الحبيبات بالحركة عند سرعة رياح تتراوح بين 10 إلى 15 كم/ساعة، وتُعرف هذه الظاهرة شعبيًا باسم “السافي”.
العاصفة الغبارية: جسيمات دقيقة تحلّق لآلاف الكيلومترات
في المقابل، تحتوي العواصف الغبارية على جسيمات طمي دقيقة جدًا، لا يتجاوز قطر بعضها 4 ميكرون، ما يسمح لها بالبقاء معلّقة في الجو لساعات أو أيام، والتنقل لمسافات شاسعة. وأكد الشمري أن بعض جزيئات الغبار تم تتبّعها من الصحراء الكبرى وصولًا إلى أمريكا الجنوبية.
عاصفة مزدوجة: عندما تلتقي الرمال بالغبار
أشار الشمري إلى وجود نوع ثالث من العواصف يحمل خصائص من النوعين، حيث تبدأ بزحف رملي وتتحول لاحقًا إلى سحابة غبارية. ويعتمد ذلك على قرب أو بُعد مصدر التربة، وقوة الرياح المؤثرة.
تأثيرات صحية خطيرة: الغبار ليس مجرد إزعاج بصري
حذّر الشمري من أن الجسيمات الدقيقة في الغبار قادرة على اختراق الجهاز التنفسي والوصول إلى أعمق مناطق الرئة، ما يسبب:
- نوبات ربو
- التهابات رئوية
- مضاعفات لمرضى القلب والجهاز التنفسي
نصائح وقائية مهمة أثناء العواصف الترابية
للوقاية من مخاطر هذه العواصف، ينصح باتباع الإجراءات التالية:
- البقاء داخل الأماكن المغلقة أثناء العاصفة
- إحكام إغلاق النوافذ والأبواب
- استخدام كمامات عالية التصفية
- تجنّب القيادة في الأجواء شديدة الغبار
فهم علمي يعزز الوعي المجتمعي
اختتم الشمري تصريحه بالتأكيد على أهمية نشر التوعية حول هذه الفروقات الجوية، معتبرًا أن العاصفة الرملية ظاهرة ثقيلة ومحدودة الانتقال، بينما الغبارية خفيفة واسعة الانتشار وأكثر خطرًا صحيًا. وشدد على أن التثقيف المجتمعي العلمي هو الخطوة الأولى نحو الوقاية وتقليل المخاطر المرتبطة بهذه الظواهر.