“القاتل الصامت” يضرب أوروبا: موجة حر غير مسبوقة تخلف وفيات وتعطل خدمات

تواصل موجة الحر الشديدة اجتياح عدة دول أوروبية، مخلّفة وفيات بشرية واضطرابات خدمية واسعة، وسط تحذيرات دولية متزايدة من آثار التغير المناخي الذي وصفته الأمم المتحدة بـ”القاتل الصامت“.
ففي إقليم كتالونيا الإسباني، لقي شخصان مصرعهما نتيجة حرائق غابات اندلعت بسبب الحرارة المرتفعة، بينما أعلنت وزارة الطاقة الفرنسية وفاة شخصين آخرين ونقل أكثر من 300 حالة إلى المستشفيات بسبب مضاعفات صحية مرتبطة بالحر.
فرنسا ترفع التأهب.. والمدارس تغلق أبوابها
شهدت فرنسا درجات حرارة قياسية تجاوزت 41 درجة مئوية في بعض المناطق، ما دفع السلطات إلى رفع مستوى التأهب إلى أقصى درجاته في 16 منطقة، من بينها العاصمة باريس التي سجلت 38 درجة. وأعلنت السلطات إغلاق أكثر من 2200 مدرسة يوم الثلاثاء، مع استمرار إغلاق 135 مدرسة إضافية يوم الأربعاء، حرصًا على سلامة الطلاب والعاملين.
الطاقة النووية تتأثر في سويسرا
في سويسرا، اضطرت شركة “أكسبو” المشغلة لمحطة “بيزناو” النووية إلى إيقاف أحد المفاعلات النووية مؤقتًا، وتخفيض إنتاج الآخر بنسبة 50% بسبب ارتفاع حرارة مياه النهر المستخدمة في التبريد، ما يعكس التأثير الخطير لموجات الحر على البنية التحتية للطاقة.
ألمانيا تسجل أعلى حرارة في 2025.. والقطارات تتعطل
توقعت هيئة الأرصاد الألمانية أن يكون الأربعاء الأشد حرارة هذا العام، مع بلوغ درجات الحرارة 40 درجة مئوية في فرانكفورت. كما تسبب عطل مفاجئ في أحد القطارات الإقليمية في احتجاز الركاب على أحد الجسور بسكسونيا السفلى لساعتين ونصف، وسط توقف أجهزة التكييف، مما استدعى تدخل الطوارئ، ونُقل خمسة أشخاص لتلقي العلاج بسبب الجفاف ومشاكل في الدورة الدموية.
تحذيرات من العواصف.. والحر يواصل ضرب إيطاليا وإسبانيا
في إيطاليا وإسبانيا، ما تزال درجات الحرارة المرتفعة مستمرة، وسط توقعات بانخفاضها مع نهاية الأسبوع. بينما تستعد دول غرب أوروبا لاستقبال عواصف رعدية قادمة من المحيط الأطلسي، قد تخفف من حدة الحرارة ولكنها تحمل مخاطر إضافية.
يونيو بين الأشهر الأشد حرارة.. والعام الماضي الأسخن على الإطلاق
تشير بيانات المنظمة العالمية للأرصاد الجوية إلى أن شهر يونيو الماضي كان من بين أكثر خمسة أشهر حرارة في تاريخ أوروبا، في حين صنف العام الماضي على أنه الأشد حرارة على كوكب الأرض منذ بدء تسجيل البيانات المناخية.